افتتحت اليوم الخميس بنواكشوط، الورشة الوطنية التي تنظمها وزارة البيئة والتنمية المستدامة بالتعاون مع البنك الدولي حول الانطلاق الفعلي لنشاطات مشروع التسيير المستديم للمناظر الطبيعية. ويرمي هذا المشروع الذي يمتد على خمس سنوات،الى تفعيل وتنشيط شعبة الصمغ العربي في موريتانيا
التي ظلت تحتل المرتبة الثانية من بين الدول المنتجة والمصدرة لهذه المادة بعد جمهورية السودان. الا أنه بالنظر الى الجفاف الذى ضرب البلاد في السبعينيات من القرن الماضى تأثر هذا النشاط وتقلص الى حد كبير مما استرعى انتباه السلطات العمومية الى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتنشيط هذه الشعبة لما لها من مزايا اجتماعية واقتصادية كبيرة. ويتدخل المشروع في مرحلته الاولى في ولايات اترارزة ولبراكنة وغورغول من خلال القيام بجملة من النشاطات ابرزها تشجير أشجار القتاد ومكافحة الفقر في الوسط الريفي والبطالة في الولايات المعنية. كما سيتدخل المشروع في الولايات ذات الكثافة العالية لأشجار القتاد في غيدي ماغة ولعصابة التي سيتوسع اليها نشاط المشروع لاحقا. وأوضح الامين العام لوزارة البيئة والتنمية المستدامة السيد امادي ولد طالب بالمناسبة ان الهدف التنموي للتسيير المندمج للمناظر الطبيعية هو توسيع وتعزيز التسيير المستديم لها في اطار منظومات بيئية انتاجية مستهدفة باستخدام مقاربة شعبية تشكل فيها حماية وتنمية أشجار القتاد أولوية اساسية. وأضاف ان حماية وتنمية اشجار القتاد في موريتنانيا تشكل تحديا يتشبث برفعه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يتخذ من حماية البيئة أهم الاولويات في محاربة الفقر والتنمية المستديمة. ونبه الى المكانة التي كانت تحتلها موريتانيا في مجال انتاج الصمغ العربي ،الا أنها أصبحت تواجه اليوم تدهورا خطيرا في مواردها الغابوية اذلا يتجاوز الانتاج الوطني من هذه المادة 500 طنا سنويا بعد ان كان متوسط الانتاج 5700 طنا في الفترة ما بين 1968 و1972. وقال ان هذا المشروع يدعم تنفيذ رؤية وطنية لفائدة التسيير المستديم للموارد الطبيعية بهدف مكافحة تدهور الأراضي والتصحر في الساحل الافريقي والصحراء الكبرى والنهوض بالامن الغذائي ومساعدة المجموعات المحلية على التاقلم مع تغير المناخ. واضح ان المشروع سيمول نشاطات حول التسيير المستدام للمناظر الطبيعية تستجيب لحاجيات نظم الانتاج ،اضافة الى تعزيز ثلاث خدمات منتقاة تتمثل فى الصمغ العربي والمحافظة على التنوع البيولوجي واحتجاز الكربون في النبات والتربة وذلك وفق مقاربة تشاركية تضمن المشاركة الفاعلة للاطراف المعنية ولا سيما السكان المحليون. وتقدم بالشكر الى برنامج البنك الدولي وصندوق البيئة العالمي من أجل الساحل وبرنامج افريقيا الغربية على جودة الشراكة مع موريتانيا في اطار مبادرة السور الاخضر الكبير. وتحدث المسؤول عن قطاع البيئة في ممثلية البنك الدولي في نواكشوط السيد صال ابراهيما بالمناسبة عن سياسة مؤسسته في مجال دعم جهود موريتانيا التنموية بشكل عام وتلك المتعلقة بحماية المصادر الطبيعية والمحافظة على التنوع البيولوجي. وتجدلا الاشارة الى ان المشروع يضم ثلاث مكونات تتعلق الاولى بالحكامة و الثانية بالاستثمار والثالثة بتسيير البرنامج . وحضر حفل افتتاح الورشة الامينان العامان لوزاراتي الاقتصاد والمالية والزراعة.
AMI
|