أصدر الجانبان الموريتاني والسينغالي بعد ظهر اليوم الأربعاء في داكار بيانا ختاميا في أعقاب زيارة الصداقة والعمل التي أداها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز للسينغال يومي 10 و11 سبتمبر 2013.
وتمت قراءة البيان في نسختين عربية وفرنسية بحضور الرئيسين السيد محمد ولد عبد العزيز والسيد ماكي صال، من طرف الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلف بشؤون المغرب العربي السيد حامد حموني والسيد مانكير انجاي وزير الشؤون الخارجية والسينغاليين في الخارج. وفيما يلي نص البيان: "بدعوة من فخامة الرئيس ماكي صال رئيس جمهورية السينغال، قام فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بزيارة عمل وصداقة للسينغال في الفترة من 10 إلى 11 سبتمبر 2013. وصل فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز على رأس وفد رفيع المستوى يضم بالخصوص: وزير الدولة المكلف بالتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزير الداخلية واللامركزية ووزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي ووزير الصيد والاقتصاد البحري ووزير التنمية الريفية ووزير التجهيز والنقل ووزير المياه والصرف الصحي والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلف بشؤون المغرب العربي. وكان في استقبال فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز والوفد المرافق له لدى وصولهم إلى داكار، فخامة الرئيس ماكي صال وعدد كبير من أعضاء الحكومة وكبار موظفي الدولة، وكذلك أعضاء السللك الديبلوماسي المعتمد لدى السينغال. تناول الرئيسان، خلال مباحثاتهما، بشكل موسع مواضيع متعلقة بالقضايا الثنائية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعلى الصعيد الثنائي، أشاد الرئيسان بمتانة العلاقات بين البلدين، والمتمثلة في المشاورات المنتظمة على الصعيد الحكومي، ونوها في هذاالصدد، بانعقاد الدورة الحادية عشرة للجنة الكبرى المشتركة للتعاون بين السينغال وموريتانيا في 11 و12 فبراير 2013 في نواكشوط. كما نوها بالتوقيع على اتفاقية جديدة للصيد بتاريخ 26 فبراير 2013، مع الاشادة بالتنسيق الصادق بين البلدين في هذاالمجال. انطلاقا من متانة العلاقات الثنائية بين البلدين ومن عزمهما على تعزيزها، قام الرئيسان بتوجيه تعليماتهما السامية لوزيريهما المكلفين بالنقل من أجل انجاز مشروع جسر روصو على نهر السينغال في أقرب وقت ممكن، وأن يتم ضمان حرية تنقل السلع والأشخاص. أشاد فخامة الرئيس ماكي صال وفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالتعاون بين السينغال وموريتانيا في مجال الطاقة ونوها بالمفاوضات بين شركة الكهرباء السينغالية والشركة الموريتانية للكهرباء،اللتين توصلتاإلى اتفاق حول الطاقة الكهربائية المنتجة من الغاز. في هذا الاطار: 1ـ ستقوم موريتانيا بتوفير الطاقة وستحصل السينغال على ثمانين ميغاوات ابتداء من مارس 2015 بسعر التكلفة في المرحلة الأولى من المشروع ومن الممكن زيادة هذه القوة إلى 120 ميغاوات اذا سمحت بذلك الظروف الفنية لنقل الطاقة. 2ـ فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من المشروع ستقوم موريتانيا بتزويد السينغال بما يصل إلى 250 ميغاوات بسعر التكلفة ومن أجل ذلك سيتم انشاء خط ربط كهربائي بين محطتي توليد الطاقة في كل من نواكشوط وتوبين اذا دعت الضرورة. 3ـ كلف الرئيسان المؤسسات المعنية بالعمل على انجاز هذا الخط. 4 ـ بالنسبة لمشروع خط الربط الكهربائي، كلف الرئيسان المؤسسات المعنية بالعمل بشكل مشترك مع المؤسسات المالية على انهاء المفاوضات المتعلقة بانجازها. 5 ـ ومن أجل ذلك تعهدت موريتانيا باشراك السينغال في المفاوضات مع مختلف الأطراف المعنية بتزويد الغاز للمحطة وتمويل وبناء واستغلال مشروع انتاج الطاقة الكهربائية المنتجة من الغاز. في مجال المعادن، جدد الرئيسان عزمهما على تطوير مشروع تعدين صناعي مشترك بينهما خاصة مع مناجم "ماتم" في السينغال ومنجمي "بوفال"ولوبيرا"في موريتانيا. فيما يتعلق بالانتجاع أشاد الرئيسان بالتوقيع على مذكرة تفاهم في فبراير 2013. وأعطيا في هذا الصدد توجيهاتهما السامية بشأن تسعيرة موحدة للمياه لدى الآبار الارتوازية للمواشي السينغالية والموريتانية. أعلن فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية عن دعم بلاده لترشيح السينغال لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2016 ـ 2017 خلال الانتخابات المرتقبة في 2015. على الصعيد شبه الاقليمي، أشاد الرئيسان أيضا بحيوية التعاون الأمني بين البلدين في ظل التهديد الأمني الذي يقلق منطقة الساحل والصحراء بكاملها، وأكدا ضرورة تعزيز هذا التعاون من خلال تنسيق الجهود وتقاسم أفضل للمعلومات الاستراتيجية من أجل مواجهة التحديات الأمنية المتعددة. تناول الرئيسان اشكالية السلام والأمن في منطقة الساحل والصحراء وأكدا على ضرورة تعاون صريح ومنتظم بين جميع البلدان المعنية. كما أشادا بالتطور الايجابي للوضع الأمني والعملية السياسية في مالي، والتي أدت إلى عودة النظام الدستوري. وفي هذا الصدد أشادا بالتدخل الفرنسي الحاسم وبدور المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وبالمشاركة المثالية والمفيدة لاتشاد في تحرير شمال مالي. حث الرئيسان من ناحية أخرى الشركاء السياسيين في مالي على المثابرة في السعي إلى تحقيق السلام والمصالحة الوطنية. أعرب الرئيسان عن رضاهما اتجاه توصيات القمة الخامسة عشرة لرؤساء الدول والحكومات لمنظمة استثمار نهر السينغال التي انعقدت في مارس 2013 في نواكشوط، وشددا على أهمية المنظمة التي تعتبر عاملا مهما للتكامل والتعاون شبه الاقليمي. كماأعربا عن رضاهما عن تسريع المفاوضات بين شركة ادارة واستغلال طاقة ماننتالي (سوجم) وشركة أسكوم الجنوب إفريقية بهدف توقيع اتفاق استغلال جديد. على الصعيد الدولي تبادل الرئيسان وجهات نظرهما حول الوضع السياسي والأمني في مصر وسوريا، وأعربا عن رغبتهما في التوصل إلى حلول سلمية من أجل المحافظة على حياة آلاف الضحايا المدنيين الأبرياء. وفي هذا الصدد شددا على الدور المركزي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في حفظ السلام والأمن الدوليين وفقا لميثاق الأمم المتحدة. أعرب فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية عن خالص امتنانه لفخامة الرئيس ماكي صال رئيس جمهورية السينغال ولحكومة وشعب السينغال على حفاوة الاستقبال والعناية الذي حظي بهما والوفد المرافق له. حرر في داكار بتاريخ 11 سبتمبر 2013". Ami
|