توصلت صحيفة "أقلام" بمقال موقع من طرف سلفي جهادي موريتاني يسمي نفسه "الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشنقيطي"، ويتضمن المقال الذي يحمل عنوان "حرب دينية.. وموالاة كفرية" قراءة التنظيم لدوافع وانعكاسات الهجوم العسكري الذي نفذته قوة من الجيش الوطني بمساعدة لوجستية فرنسية ضد كتيبة من القاعدة داخل الأراضي المالية
يوم الخميس 22 يوليو الماضي. وفى مقاله اعترف الشنقيطي بمقتل ستة من عناصر القاعدة في ذلك الهجوم، وان من بين القتلى الموريتاني عبد القادر ولد احمدناه شقيق المعتقل في سجن نواكشوط الطالب ولد احمدناه ومعزيا الأخير في وفاة شقيقه.
وقال عبد الله الشنقيطي –الذي لم تستطع "أقلام" التأكد من صحة هويته أو مدي مصداقية نسبة المقال إليه- أن هجوم الخميس كان مباغتا حيث أن عناصر القاعدة المسلحين "كانوا مجموعة قليلة لا تتجاوز عشرة أفراد إلا أن هذه القوة الضخمة المدججة بالسلاح والمنتقاة من فرنسا كلها وهي أفضل ما لديها لم تستطع القضاء على هذه المجموعة الصغيرة حيث ثبت الإخوة الشهداء قبل استشهادهم في أماكنهم وقاموا بمشاغلة العدو والتغطية على انسحاب بقية الإخوة (...) ولولا هذه التغطية لقام العدو بمطاردة الإخوة المنسحبين وتعقبهم"، حسب ما ورد فى المقال.
كذلك انتقد الشنقيطي تصريحات رئيس الحزب الحاكم التي قال فيها بان "موريتانيا ستتحالف مع الشيطان ضد القاعدة" قائلا "إذا كان النظام صادقا في أن حرصه على حمية الوطن هو الذي جعله يتحالف مع الشيطان فنحن نقول له: انفض يدك من هذا الحلف الشيطاني ولن يصاب الوطن بسوء".
واستنكر إعلان حزب تواصل الإسلامي عن مساندة العملية العسكرية "فمنذ أن صرح قادة هذه الجماعة من أمثال جميل ولد منصور ومحمد غلام ومحمد ولد المختار بمنهجهم العلماني اللا ديني لم نتوقع منهم غير هذه المواقف"، ويضيف "لكن الغريب فعلا أن يكون من بين أفراد هذه الجماعة من يدعون الالتزام ويدندنون حول عقيدة الولاء والبراء ومع ذالك يسكتون عن هذا الموقف الذي تبنته قيادتهم! فوا عجبا من إسلاميين يقودهم علمانيون!".
كما علق الشنقيطي على إغلاق المركز الثقافي الفرنسي "استثنائيا" لدواع امنية عقب الهجوم العسكري بالقول "إن إغلاق المركز الثقافي الفرنسي هو الوضع الطبيعي بالنسبة للبلاد فلا ينبغي أن نسمح للمحتل بنشر ثقافته التغريبية بين أظهرنا بكل يسر وسهولة (..) علما أن هذا المركز يمارس أكثر من مهمة إفسادية على المستوى الديني والخلقي والفكري والاجتماعي..
واعتبر عبد الرحمن الشنقيطي إنه كان من نتائج "عملية الخميس" ما أسماه "ظهور فرنسا في حجمها الحقيقي (...) حيث فشلت عسكريا بعجزها عن تحرير الرهينة من خلال القوة، وفشلت سياسيا بقطعها على نفسها طريق المفاوضات وتسببها في قتل مواطنها".
ثم تسائل الشنقيطي: لماذا اختارت فرنسا استخدام موريتانيا بالذات مع أن الرهينة ليس مخطوفا في حدودها وليس موجودا على أرضها؟ ولماذا لم تلجأ فرنسا إلى الاستعانة بالحكومة المالية التي توجد الكتيبة على أرضها ؟
وخلص صاحب المقال –الذي سمي نفسه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشنقيطي- الي أن من سماهم ب"المجاهدين" "حريصون على سلامة المواطنين المسلمين وبريئون من كل عملية في غير هذه الأهداف الثلاث ويرجون من المسلمين الابتعاد عنها"، هذه الأهداف الثلاثة لخصها في: "الصليبيين" والحكومة الموريتانية والجيش. معتبرا أن "إستراتيجية المجاهدين للتعامل مع الحكومة الموريتانية قد تتغير تماما.. وأن الأيام والشهور القادمة ربما تكون حبلى بالحوادث الكبرى"، حسب ما ورد في المقال.
ونشير إلي أن المقال ورد إلي "أقلام" عبر بريدها الالكتروني، ولم تتأكد من هوية صاحبه ولا من صحة نسبته إلي تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي".
حرب دينية ..وموالاة كفرية لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشنقيطي حفظه الله ولست أرى الحياة سوى جهاد ومن يحيى الحياة هوالسعيد لغدوة واحد لله خير من الدنيا وما ملك العبيد فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتة ً تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ وما ماتَ حتى ماتَ مضربُ سيفهِ مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْرُ فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجله وقال لها منْ تحت أخمصكِ الحشرُ غَدَا غَدْوَة ً والحَمْدُ نَسْجُ رِدائِهِ فلم ينصرفْ إلا وأكفانُه الأجرُ تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما أتى لها الليلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْر بسم الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد : فهذه تهنئة للمجاهدين بمناسبة استشهاد ستة من أبطال الجهاد في الهجوم الذي نفذته القوات الفرنسية ضد موقع للمجاهدين فنسأل الله تعالى أن يتقبلهم في الفردوس الأعلى وأن يميتنا على ما ماتوا عليه ويرزقنا الشهادة في سبيله ويجمعنا وإياهم في مستقر رحمته . ونحن نشهد لهم في هذه الدنيا وبين يدي الله يوم القيامة حسبما علمنا من حالهم أنهم ما خرجوا من ديارهم أشرا ولا بطرا ولا رياء للناس إنما خرجوا ابتغاء وجه الله لإعلاء كلمة الله من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى نحسبهم كذالك ولا نزكي على الله أحدا . قال عليه الصلاة والسلام : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله). ونشهد أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه فما ضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ولا غيروا ولا بدلوا حتى توفاهم الله شهداء مقبلين غير مدبرين : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب : 23]. وتهنئة خاصة للأخ المجاهد الطالب ولد احمدناه المعتقل في السجون الموريتانية بمناسبة استشهاد أخيه المجاهد البطل عبد القادر ولد احمدناه تقبله الله في الشهداء . وبارك الله في الأخوين المجاهدين وفي البيت الذي أنجبهما . وقد كان استشهاد هؤلاء المجاهدين الأبطال في هذه المعركة مناسبة للتذكير ببعض الحقائق الهامة فأقول بعد الاستعانة بالله تعالى :
أكذوبة الاستقلال ما زالت الأحداث السياسية كل يوم تثبت أن علاقة موريتانيا بفرنسا هي علاقة التابع بمتبوعه والعبد بسيده .. وأن ما يسمى بالاستقلال والسيادة الوطنية مجرد شعارات للاستهلاك المحلي لأن سيادة موريتانيا-منذ وجود هذا الاسم- ذابت كل الذوبان في "سيادة" السيادة الفرنسية . والحقيقة أنه لا يمكن أن توجد سيادة وطنية أو استقلال عن المحتل مع وجود التبعية الفكرية المتمثلة في تبني ثقافة هذا المحتل . إن الاستقلال لا يعني أن تحصل على اسم مغاير لاسم المحتل ونشيد تغني به وخرقة ترفرف فوق رأسك تقدسها أكثر من تقديسك للدين وتنتهي القضية ! إن الاستقلال يعني التخلص من كل مخلفات الاستعمار الدينية والثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية والتنظيمية والقانونية والإدارية .. يعني وجود "كائن مستقل" مختلف عن "الكائن المحتل" في تفكيره وسلوكه ونمطه في العيش وفلسفته في الحياة . ولن يكون هناك استقلال حقيقي إلا في ظل وجود قطيعة تامة مع كل مظاهر الاحتلال السياسية والفكرية والثقافية والسلوكية. الاحتلال الثقافي لقد تمكن المحتل عن طريق هذا الاستقلال الكاذب من إحداث تشكيلة في الأنماط السلوكية على الطريقة الغربية في البلاد وإحداث انقلاب فكري وثقافي لصالحه ما كان يصدق أن يصل إليه في حقبة الاستعمار ! حتى أصبح أبناء هذا البلد يعيشون في بيئة متناقضة الاتجاهات والثقافات .. فالبعض تشبع فكره بسموم الثقافة الغربية حتى لم تدع متسعا للثقافة الإسلامية والبعض مازال يعيش مرحلة "هجين" الأفكار والمناهج فلا هو بالغربي الخالص ولا هو بالمسلم الذي جعل مصدر التلقي محصورا في الكتاب والسنة بل يأخذ منهما ومن غيرهما من الأفكار والمذاهب . أما البعض الآخر الذي أعلن القطيعة مع ثقافة المحتل ورفض التبعية لها فهو يعيش غريبا بين أهله وداخل وطنه ! غريب لأنه كفر بالديمقراطية الغربية والدساتير الشركية والقوانين الوضعية .. وغريب لأنه يرى أن من الكفر المستبين أن يتحاكم المسلمون إلى غير شريعة رب العالمين .. وغريب لأنه يطمح إلى قيام دولة دينية ويرفض الدولة العلمانية القائمة على المبادئ والقيم الغربية .. فهو غريب ..وهو شاذ ..وهو تكفيري !! وهكذا دائما يتعامل الناس مع الأمر المفروض بالقوة على أنه هو الحق مهما كانت درجة خطئه وضلاله !! حدثوا أن ملكا على مدينة كان مجدّع الأنف فتضايق من حالته الشاذة وأمر أن تجدع أنوف كل من في مملكته من الرعية فاستمر الأمر على ذالك حتى صار هو الطبيعي المعتاد ‘ فكان كل وافد جديد على المدينة محل أضحوكة للناس لأن في وجهه – والعياذ بالله – أنفا!! وبالطريقة نفسها أصبح الكفر بالديمقراطية والقوانين الوضعية غريبا ومضحكا بل مستهجنا لأن صاحبه – والعياذ بالله – يريد تطبيق الشريعة الإسلامية !! إن إغلاق المركز الثقافي الفرنسي هو الوضع الطبيعي بالنسبة للبلاد فلا ينبغي أن نسمح للمحتل بنشر ثقافته التغريبية بين أظهرنا بكل يسر وسهولة وهو الذي أباد أجدادنا بالأمس بكل يسر وسهولة؟!! علما أن هذا المركز يمارس أكثر من مهمة إفسادية على المستوى الديني والخلقي والفكري والاجتماعي .. وهو مصدر كل الأنشطة التي تهدف إلى تصدير العادات الغربية إلى البلاد . ووجود هذا المركز والترخيص له ولأنشطته – في الوقت الذي تمنع فيه فرنسا الحجاب الإسلامي- دليل على عمالة هذه الحكومة وتواطئها مع الغرب في إفساد البلاد والعباد على كل المستويات والأصعدة . عدوّ لا يُنسى ومن تمام الاستقلال أن نحذر من مكافئة المستعمر على استعماره وأن نسعى إلى قطع الطريق على استفادته من احتلاله مهما كان حجم هذه الاستفادة ونوعها . لقد أصبح هؤلاء المستعمرون حتى بعد انتهاء الاستعمار –كما زعموا- يمارسون الوصاية علينا وينظرون إلينا كأننا بعض ممتلكاتهم الخاصة وفي بعض الأحيان يمتنّون علينا بمنح الاستقلال كما يمتن السيد على عبده بالعتق ! وربما زعموا أنهم أولى من غيرهم ب(احتكار) الشراكة مع هذا البلد مقابل تلك المنة!! إن البلد المحتل ينبغي أن يكون هو آخر من يستفيد من خيرات البلد المستقل لأن علاقة المحتل (اسم الفاعل) بالمحتل (اسم المفعول) هي علاقة الظالم بالمظلوم والجاني بالمجني عليه فهو إذن عدو لا صديق . و الصداقة مع هذا العدو خيانة تاريخية وخيانة وطنية وخيانة دينية . فمن الخيانة للتاريخ أن يكون عدوّ الأجداد صديق الأحفاد ! هل كان سيدي ولد مولاي الزين والشيخ ماء العينين وأحمد ولد الديد وسيد احمد ولد احمد عيدّه وبكار ولد اسويداحمد وغيرهم ممن حملوا السلاح ضد المستعمر الفرنسي هل كانوا يقاتلون المستعمر ويرفضون العبودية له من أجل أن ننعم نحن بعبودية غير مباشرة لهذا المستعمر ؟ وما الفائدة من دراسة جهاد هؤلاء وبطولاتهم ونحن نرفض إلا أن نكون عبيدا لمن قاتلوا ؟ ومن الخيانة أن ننسى تلك الجرائم والفظائع التي مورست ضد أسلافنا و أن نصافح اليد التي ذبحتهم ونعانق الأمة التي قهرتهم .. خاصة وأنهم كانوا ولا يزالون يرفضون الاعتذار عن تلك الجرائم. في إحدى السنوات الماضية قام أحد المسئولين الفرنسيين بالاعتذار لأهل مدينة قسطنطينة الجزائرية عن إحدى المجازر التي ارتكبت بها فثارت ثائرة الفرنسيين وقالوا إنهم يرفضون الاعتذار عن حقبة الاستعمار ! إن البون شاسع بين نظرتنا إلى هؤلاء الفرنسيين ونظرة أسلافنا إليهم .. لقد كانوا يعتبرون كل راكن إليهم ومنخرط في نظام حكمهم عدوّا من أعداء الدين وإن نسب نفسه إلى الإسلام .. كان والدي رحمة الله عليه وهو من أهل العلم إذا رأى المجندين التابعين لفرنسا من (كوميات) قادمين يأمر بطي الحصير ويقول والله لا يجلسوا لنا على فراش ويأمر بغسل الآنية التي شربوا فيها وينهى عن النظر إليهم فيقول : "لا تديموا النظر إلى أهل النار".. لقد كانت فرنسا ولا تزال من أشد النصارى عداوة للإسلام في الماضي وفي الحاضر بداية من دور الفرنجة في الحملات الصليبية الأولى على بلاد الشام فقد قام البابا بإعلان بداية الحملة الصليبية من فرنسا وكانت نسبة 70% من جنود هذه الحملات من الفرنسيين ‘وحملة لويس التاسع على مصر وتونس ثم حملة جيوش نابليون على مصر ودخولهم صحن جامع الأزهر بالخيول ودوس المصاحف بحوافر الخيل ومرورا بدور فرنسا في استعمار بلاد الإسلام وانتهاء بدورها الحالي في الحملة الصليبية المعاصرة . إن لنا مع فرنسا إرثا تاريخيا من العداء والأحقاد يغذيه واقع مثقل بالمظالم فكيف تكون فرنسا صديقة اليوم ولما تندمل جراح الأمس ؟ فلابد من إنهاء "مسرحية" الصداقة بين القاتل والقتيل والظالم والمظلوم. إن الوسيلة الوحيدة لوجود استقلال كامل وشامل هي إعلان القطيعة الشاملة مع المحتل وسد الباب أمام تلك الصداقة المشبوهة.
انتصار حتى في الهزيمة ! عجبا للمجاهدين إنهم ينتصرون حتى في هزائمهم ! صحيح أنهم فقدوا ستة أبطال بل ستة جبال تهتز الأرض لفقدهم إلا أنهم مع ذالك انتصروا . ومن مظاهر انتصارهم في هذه المعركة التي كان يفترض أن تكون هزيمة ماحقة لهم بحكم أنهم أخذوا على غفلة : 1- مع أن الإخوة المجاهدين كانوا مجموعة قليلة لا تتجاوز عشرة أفراد إلا أن هذه القوة الضخمة المدججة بالسلاح والمنتقاة من فرنسا كلها وهي أفضل ما لديها لم تستطع القضاء على هذه المجموعة الصغيرة حيث ثبت الإخوة الشهداء قبل استشهادهم في أماكنهم وقاموا بمشاغلة العدو والتغطية على انسحاب بقية الإخوة في صورة نادرة من التنافس في التضحية . ولولا هذه التغطية لقام العدو بمطاردة الإخوة المنسحبين وتعقبهم . تذكرني هذه التغطية التي قام بها الإخوة الشهداء بأحداث مواجهات "تفرغ زينة" حيث قام الأخوان الشهيدان كما نحسبهما موسى ولد اندَيَّ وأحمد ولد الرظي رحمهما الله وتقبل منهما بتغطية انسحاب الإخوة وإخراج سيارتهم من المنزل وكسر طوق العدو مما أسفر عن استشهادهما . إن عملية التغطية هذه لا يحسنها إلا المجاهدون لما جبلهم الله عليه من حب الإيثار والتنافس في التضحية في سبيل الله ‘ و إلا فمن هو الجندي الذي يثبت في مكانه ليموت هو وينجو غيره ؟ 2- ظهور فرنسا في حجمها الحقيقي إذ بان من خلال هذه العملية أنها لا تحسن ضرب الحماسة ولا تفقه فن السياسة .. حيث فشلت عسكريا بعجزها عن تحرير الرهينة من خلال القوة ‘ وفشلت سياسيا بقطعها على نفسها طريق المفاوضات وتسببها في قتل مواطنها . 3- ظهور مدى عمالة الحكومة الموريتانية التي كان غضبها للمواطن الفرنسي أكثر من غضبها لأبناء جلدتها . ثم لماذا اختارت فرنسا استخدام موريتانيا بالذات مع أن الرهينة ليس مخطوفا في حدودها وليس موجودا على أرضها ؟ ولماذا لم تلجأ فرنسا إلى الاستعانة بالحكومة المالية التي توجد الكتيبة على أرضها ؟
موالاة ظاهرة لقد بدا جليا من خلال تصريحات برنار كوشنير، وزير الشؤون الخارجية والاوروبية الفرنسي أن الحكومة الموريتانية تشن حربا بالوكالة عن هؤلاء النصارى حيث قال في تصريح له عقب لقائه بولد عبد العزيز : "مقابلتي مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز كانت مفيدة وكانت الصداقة بين الدولتين حاضرة خلالها وكذلك الدعم والمساندة للجهود التي قامت بها موريتانيا من أجل محاربة التطرف". وقال : "وكان اللقاء فرصة للحديث حول الجهود المشتركة في مجال التدريب والدعم الذي تقدمه فرنسا لارادة موريتانيا الحازمة في هذا الصدد وتثمين جهودها والنجاحات التي تحققت بعد الاحداث الاخيرة من أجل تحرير مواطننا " وقال : "المحاربة القوية التي بدأتها بلادكم ستجد فرنسا إلى جانبها في مختلف مراحلها. وبإمكان بلادكم أن تعول على فرنسا" وقال : "وستجدون أصدقاءكم إلى جانبكم ولا أعني هنا فرنسا فحسب وإنما أعول على التصميم العالمي المتنامي في هذا الصدد" . وبهذا يكون المجاهدون قد تمكنوا بفضل الله تعالى من سدل الستار على المرحلة الأولى من صراعهم مع نظام الردة في موريتانيا حيث كانوا يهدفون في هذه المرحلة إلى أن يبينوا للمسلمين في موريتانيا بشكل واضح مدى عمالة هذا النظام وموالاته للكفار ‘وأعتقد أن هذه المسألة لا يوجد اليوم من يجادل فيها. وهذه الحكومة اليوم تحاول اللعب بعقول المسلمين من خلال جدلية : "أيهما الأول: البيضة أم الديك؟" فهي تدعي أن ما تقوم به من عمالة وموالاة للكفار من أجل حماية الوطن من القاعدة ‘ متجاهلة أن عمليات المجاهدين ليست إلا ردا على عمالتها للنصارى وأن عملية "لمغيطي" التي كانت هي أول عملية ضد النظام الموريتاني كانت ردا على هذه العمالة وردا على محاربة دين الله . لقد كانت عملية "لمغيطي" مسبوقة بسجن العلماء والدعاة ومحاصرة الدعوة واعتقال طلبة العلم القادمين من البلدان المجاورة وتسليمهم إلى جهات خارجية واعتقال مواطنين وتسليمهم إلى أمريكا ليسجنوا في "اكوانتنامو" ومحاصرة المساجد ورمي الغازات المسيلة للدموع لتفريق الجموع بداخلها ومنع الأنشطة الدعوية والمحاضرات والدروس وإعلان الحرب الشاملة على النقاب والمنقبات واعتقال كل امرأة ترتدي النقاب وكانت الشرطة في اعتقالها للمنقبات تجذب الأخت المنقبة من شعر رأسها وتقذف بها في السيارة حدثني بذالك من رآه مباشرة ‘وهذا المستوى من الحرب على النقاب لم يبلغه الأوروبيون أنفسهم وإلى يومنا هذا مازالت السلطات الموريتانية تضايق المنقبات وتجبرهن على نزع النقاب عند نقاط العبور وتمنع النساء المنقبات من زيارة السجناء . وقد جاءت عملية لمغيطي كرد سريع على قتل الشرطة للأخت المنقبة زينب بنت يوسف التي اعتقلوها مع بعض الأخوات في درس علمي بتهمة ارتداء النقاب. وإذا كان النظام صادقا في أن حرصه على حمية الوطن هو الذي جعله يتحالف مع الشيطان فنحن نقول له : انفض يدك من هذا الحلف الشيطاني ولن يصاب الوطن بسوء . حرب دينية لقد قلنا أكثر من مرة إن الصراع بين المجاهدين والدول الصليبية هو صراع ديني وصراع قيم ومبادئ . فالمجاهدون يريدون أن يفرضوا شريعة الإسلام وقيم الإسلام ومبادئ الإسلام . والصليبيون يريدون أن يفرضوا الديمقراطية الشركية والقوانين الوضعية والقيم الغربية فهذه إذن هي طبيعة المعركة : حرب عقدية بين الإسلام والكفر وقد اعترف بحقيقة هذا الأمر برنار كوشنير، في تصريحه السابق الذكر فقال : (ولن نقبل كما لن تقبلوا أنتم ان تفرض شرذمة من المتطرفين عبر الخوف قواعد تختلف عن تلك التي عندنا ولا تتماشى مع الدين في ضوء تصميم قذر لدى هذه المجموعة). وقال : (وكما تعلمون فان دوافع فرنسا في هذا الصدد لا تحركها الكراهية وكذلك موريتانيا، ولكن هناك ضغوط وديكتاتوتوريات من الأقوال والأفعال غير مقبولة). وقال : (الأمر يتعلق فقط بمجموعة من الدول في العالم مستهدفة من طرف الإرهابيين وعاقدة العزم على مواجهة الإرهاب ولن تستسلم له لأنها تدافع عن القيم الجمهورية في الحرية والمساواة والإخاء واحترام حقوق الإنسان وحماية حقوق المرأة). وقال : (وهذا لا يعد تغييرا بالنسبة لفرنسا وإنما تصميم والتزام من الجمهورية الفرنسية إزاء أصدقائها ومن أجل الدفاع عن القيم التي تعد مهمة جدا بالنسبة لبلداننا). أذن فهي حرب دينية والمتحالف مع هؤلاء الكفار والمناصر لهم لا حظ له ولا نصيب في الإسلام لأنه ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام . وللشيخ أحمد شاكر رحمه الله فتوى شهيرة في هذا الباب يقول فيها: ( ألا فليعلم كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض؛ أنه إذا تعاون مع أعداء الإسلام مستعبدي المسلمين من الإنجليز والفرنسيين وأحلافهم وأشباههم، بأي نوع من أنواع التعاون، أو سالمهم فلم يحاربهم بما استطاع، فضلاً عن أن ينصرهم بالقول أو العمل على إخوانه في الدين، أنه إن فعل شيئاً من ذلك ثم صلى فصلاته باطلة، أو تطهر بوضوء، أو غسل أو تيمم فطهوره باطل، أو صام فرضاً أو نفلاً فصومه باطل، أو أدى زكاة مفروضة، أو أخرج صدقة تطوعاً، فزكاته باطلة مردودة عليه، أو تعبد لربه بأي عبادة فعبادته باطلة مردودة عليه، ليس له في شيء من ذلك أجر، بل عليه فيه الإثم والوزر ) [ كلمة الحق ص: 132]. و يقول فيها أيضا : (أما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون قل أو كثر فهو الردة الجامحة والكفر الصراح، لا يقبل فيه اعتذار ولا ينفع معه تأويل، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء كان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء،كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ ثم استدرك أمره فتاب واتخذ سبيل المؤمنين فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا من قلوبهم لله، لا للسياسة ولا للناس) [كلمة الحق ص 130-131]. وقال الإمام ابن حزم: (صح أن قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) [المحلى 11/138]. ويقول ابن حزم أيضا واصفا حكام زمانه في الأندلس وكأنه يتحدث عن حكام زماننا : ( كل مدبر مدينة أو حصن في شيء من أندلسنا هذه , أولها عن آخرها محارب لله ورسول صلى الله عليه وسلم , ساع في الأرض بالفساد ... والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية لأمورهم لبادروا إليها .فنحن نراهم يستمدون النصارى, ويمكنون لهم من حرم المسلمين , وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعا, فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس . لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفا من سيوفه ) أهـ . حزب الشيطان أعلنت الحكومة على لسان أحد قادة الحزب الحاكم استعدادها للتحالف مع الشيطان من أجل محاربة القاعدة .. والحقيقة أنها متحالفة مع الشيطان منذ وجودها ‘ بل هي نفسها من أخطر شياطين الإنس . ولا يخفى ما في كلامهم هذا من تحد لشرع الله وإصرار على مخالفة القرآن الكريم حيث قال تعالى : {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة : 51]. وقال تعالى :{ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران : 28]. وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [الممتحنة : 1]. وروى الطبراني في المعجم الكبير : عن خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري عن أبيه : عن جده قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا ورجل من قومي قبل أن نسلم فقلنا : إنا لنستحيي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم : وقد أسلمتم ؟ قلنا : لا فقال : (إنا لا أستعين بالمشركين على المشركين) فأسلمنا وشهدنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم. وإذا كان هذا هو حكم الاستعانة بالمشركين على المشركين ‘ فكيف بالاستعانة بالمشركين على المسلمين ؟! فالحكومة إذن مستعدة للتحالف مع الشيطان ومع الصليبيين ومع كل أعداء الله من أجل محاربة المجاهدين وليكن ذالك كفرا أو ليكن إيمانا فالأمر عندها سيان ! ثم جاء موقف "إخوان" فرنسا وحزب "التواصل" مع الشيطان من تجار الدين المسمّون بـ " الوسطيين " حيث قام هؤلاء بتأييد هذه العملية التي نفذتها القوات الفرنسية ضد المجاهدين.. ونحن لم نستغرب هذا الموقف انطلاقا من معرفتنا بالقوم وحقيقة أمرهم . فمنذ أن صرح قادة هذه الجماعة من أمثال جميل ولد منصور ومحمد غلام ومحمد ولد المختار بمنهجهم العلماني اللا ديني لم نتوقع منهم غير هذه المواقف . لكن الغريب فعلا أن يكون من بين أفراد هذه الجماعة من يدعون الالتزام ويدندنون حول عقيدة الولاء والبراء ومع ذالك يسكتون عن هذا الموقف الذي تبنته قيادتهم ! فوا عجبا من إسلاميين يقودهم علمانيون ! وملتحين يؤمهم حليقون ! والناس على دين ملوكهم .. والقطيع تبع لفحله ‘ والذيل تبع لرأسه. لكن ينبغي أن يعلم تجار الدين من " الوسطيين " أن موقفهم هذا يعني من الناحية الشرعية مشاركتهم في قتل هؤلاء المجاهدين الموحدين . عن العرس بن عميرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( اذا عملت الخطيئة في الأرض فمن شهدها و أنكرها فهو كمن غاب عنها و من غاب عنها و رضيها كمن شهدها ) رواه أبو داود في السنن‘ والطبراني في المعجم الكبير . لقد رضي هؤلاء " الوسطيون " أن يكونوا هم الحلقة الثالثة في حزب الشيطان المتحالف ضد المجاهدين الذي أصبحت معادلته تقول : الدول الصليبية + حكومات الردة + إخوان الشيطان (الوسطيون) = حزب الشيطان . وشتان بين واقع الوسطيين وواقع المجاهدين .. فالوسطيون في الملذات والشهوات راتعون .. والمجاهدون في التضحية في سبيل الله يتقلبون .. وفي الموت في سبيل الله يتنافسون : فلكم قصور لا تبيتوا دونها لكم المجامر والمكاحل والسمر ولهم ضجيج القاذفات ونارها لهم الهزاهز و الدّكادِك والحفر ختاما : من المهم التذكير بأن الحرص على السلطة هو الذي دفع الحكام إلى موالاة أعداء الدين . وأن القواعد الشرعية قضت بمعاملة المسيء بنقيض مراده ومنعه من الوصول إلى الباعث له على إساءته . وان القاعدة لها خبرة طويلة في إسقاط الأنظمة عن طريقها أو عن طريقهم . وأن الحاكم ربما خير بين وداع السلطة أو وداع الدنيا . وأن المجاهدين لا يستهدفون إلا ثلاثة أصناف : 1 ـ الصليبيين 2 ـ وحكومة الردة 3 ـ وجند الطاغوت . وأنهم حريصون على سلامة المواطنين المسلمين وبريئون من كل عملية في غير هذه الأهداف الثلاث ويرجون من المسلمين الابتعاد عنها. وأن استراتيجية المجاهدين للتعامل مع الحكومة الموريتانية قد تتغير تماما . وأن الأيام والشهور القادمة ربما تكون حبلى بالحوادث الكبرى . وأن غضب فرنسا لمواطنها لن يكون أشد من غضب القاعدة لشهدائها . وأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . والحمد لله رب للعالمين
|