
تعتبر السياحة من أهم الموارد الاقتصادية لساكنة ولاية آدرار، لما تدره من فوائد مادية، وما تتيحه من فرص العمل، وما تحققه من انتعاش اقتصادي يمس مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك أصحاب الفنادق والنزل والمطاعم ووكالات السفر والمرشدين السياحيين والجمالة والعاملين في مجال الصناعة التقليدية وغيرهم كثير.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع الحيوي، وبمناسبة الموسم السياحي الحالي قام مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء بإجراء لقاءات مع عدد من الفاعلين في مجال السياحة، وبعض السائحين الأجانب.

وفي هذا الإطار، أكد المندوب الجهوي للمكتب الوطني للسياحة، السيد الشيخ ماء العينين ولد الشيخ سعدبوه، أن السياحة تعتبر الرافد الأول للاقتصاد المحلي على مستوى آدرار، خصوصا في ظل ما تنعم به البلاد من أمن واستقرار، لله الحمد.
وأضاف أن توفر الأمن والاستقرار ووجود المستثمرين وتوافد أعداد متزايدة من السياح، هي عوامل مشجعة تعكس مدى تحسن الموسم السياحي الحالي، مشيرا إلى وصول الرحلة الخامسة أمس السبت قادمة من فرنسا، وبمعدل (130) سائحا أسبوعيا تقريبا.
وأكد المندوب الجهوي للمكتب الوطني للسياحة، أن مستوى حجز المقاعد بالنسبة للرحلة الأولى والثانية بلغ نسبة 100%، وهي سابقة من نوعها في تاريخ السياحة على مستوى البلد، مشيرا الى أن عدم وجود مقاعد شاغرة في هاتين الرحلتين خير دليل على تعافي قطاع السياحة.
وأوضح أن معظم سكان المنطقة يستفيدون من السياحة، بما في ذلك أصحاب وكالات النقل ومحطات البنزين والفنادق والنزل والجمالة والمرشدين والطباخة وأصحاب المكتبات والمتاحف والتجار والعاملين في مجال الصناعة التقليدية.
وأكد السيد الشيخ ماء العينين ولد الشيخ سعدبوه، أن قوة السياحة تكمن في اتساع دائرة المستفيدين منها، بحيث أن أي رحلة سياحية تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على عدد كبير من الناس، مما يبرهن على أن الاستفادة منها عامة وشاملة.
وعبر المندوب الجهوي عن خالص شكره لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ولحكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي على الجهود المبذولة لانعاش قطاع السياحة، في البلاد داعيا الفاعلين الاقتصاديين وكبار التجار الخصوصيين إلى التوجه للاستثمار في القطاع.
وقال إن مشاركة المكتب الوطني للسياحة في المعارض الدولية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط ساهمت إلى حد كبير في الترويج للسياحة الوطنية، مما ضاعف أعداد السياح الوافدين للبلاد هذه السنة، سواء تعلق الأمر بالوافدين عبر الرحلات الجوية، أو القادمين عبر بوابة مطار أم التونسي، أو المعابر البرية.
وأضاف أن السياحة تساهم في انتعاش اقتصاد الولاية من خلال ما تجلبه من عملات صعبة، لافتا إلى أن أكثر من عشرة آلاف أورو تدخل أسبوعيا لصرافات المطار، مما يساهم في تحسن الاقتصاد.
وبدوره، أشاد المرشد السياحي، السيد الداه ولد إبراهيم، بدور السياحة في تحقيق التنمية الشاملة، مؤكدا أن عائداتها تمس مختلف فئات المجتمع، مطالبا بدعم المرشدين السياحيين، وزيادة فترة موسم السياحة ليكون ستة أشهر بدلا من ثلاثة أشهر.

ومن جهته، أكد السائح الفرنسي (تيري آبدين) (Thierry ghabidine)، الأستاذ الجامعي في الإركولوجيا، أنه زار موريتانيا لأول مرة سنة 1993، مضيفا أن قمة المتعة بالنسبة له تكمن في الترحال عبر ظهور الإبل في الصحاري الموريتانية الشاسعة والجميلة، مبينا أنه أنه جال في مختلف أرجاء البلد، بما في ذلك شنقيط و وادان، وانبهر بالثقافة المحلية بمختلف ما تحمله من عادات وتقاليد وعراقة وتنوع.

أما السائح الفرنسي، دانييل بولار، (Daniel polard)، فقد أكد أنه جاء على متن الرحلة الخامسة القادمة من فرنسا كعادته منذ سنوات من أجل الاستمتاع بالصحراء الموريتانية، مشيرا إلى أنه قد سبق له زيارة شنقيط ووادان، مؤكدا إعجابه بثقافة المجتمع، وما يحمله من قيم الكرم واحترام الزوار.
وأشار إلى أنه يحمل ذكريات جميلة عن موريتانيا، من بينها زيارته لمدرسة قرية بوعبون بمقاطعة أوجفت، مؤكدا أنه مازال يحتفظ بصورة تذكارية له مع تلامذة هذه المدرسة.
وبين أنه زار كذلك منطقة بن اعميره، واعجب بتضاريسها، مشيرا إلى أنه جاء حاليا رفقة بعض الأهل والأصدقاء من أجل الاستمتاع بصحراء آدرار.

من جانبه، أكد السائح اللبناني طوني أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها موريتانيا رفقة بعض أصدقائه الفرنسيين، مشيرا إلى أنه جاء من أجل زيارة المدن الأثرية واكتشاف ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده.
إعداد: باب بلخير /محمد إسماعيل