
انطلقت اليوم الثلاثاء في نواكشوط، تحت الرعاية السامية للسيدة الأولى، الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، أعمال تنفيذ الخارطة الوطنية لتسريع وتيرة خفض وفيات الأمهات وحديثي الولادة، وإطلاق المرصد الوطني للأمومة الآمنة.
وأكدت السيدة الأولى، الرئيسة الفخرية للمرصد الوطني للأمومة الآمنة، في كلمة مسجلة، أن الخارطة الوطنية لتسريع وتيرة خفض وفيات الأمهات وحديثي الولادة هي ثمرة لجهود دؤوبة قام بها القطاع الصحي، والتزام وطني على أعلى المستويات بتنفيذ خطوات عملية ملموسة تضمن إحداث نقلة نوعية في مؤشرات صحة الأمهات وحديثي الولادة في بلادنا.
وبينت أن الحصول على الرعاية الصحية الشاملة أولوية بالنسبة للسلطات العليا في البلد، وبالذات تلك الرعاية المتعلقة بصحة الأم وحديثي الولادة، حيث تشكل أولوية الأولويات، موضحة أن خارطة الطريق المعدة حديثا تهدف إلى تنفيذ نهج جديد يمكن البلاد من القضاء على الوفيات الممكن تفاديها وذلك من خلال تحقيق هدف صفر وفيات أمهات وحديثي الولادة بحلول نهاية عام 2029.
وبدوره، أوضح معالي وزير الصحة السيد عبد الله سيدي محمد وديه، أن انطلاق تنفيذ الخارطة الوطنية للحد من وفيات الأمهات وحديثي الولادة والمرصد الوطني للأمومة الآمنة يعد خطوة ملموسة نحو تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني “طموحي للوطن” في مجال الصحة، لافتا إلى أن إعداد هذه الخريطة ومباشرة تنفيذها في فترة وجيزة جاء ثمرة لديناميكية وحيوية العمل الحكومي بقيادة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد إجاي.
وبين أن وفيات الأمهات وحديثي الولادة تشكل مصدر قلق عالمي، حيث تموت امرأة كل دقيقتين بسبب متعلق بالحمل، لافتا إلى أن أغلبية هذه الوفيات يمكن تفاديها بمجموعة من الإجراءات أثبتت جدوائيتها.
وقال إن موريتانيا أحرزت تقدما مهما في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة إلا أن وتيرة تراجع وفيات الأمهات وحديثي الولادة ما تزال بطيئة قياسا على الهدف المنشود، مشيرا إلى أن خارطة الطريق الجديدة اعتمدت على تحليل الوضعية في البلد وحددت حزمة إجراءات سيتم تنفيذها ومتابعتها خلال السنوات الأربع المقبلة من أجل بلوغ الأهداف الوطنية في هذا المجال وأهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن هذه الخارطة حددت جملة أهداف يتعين على قطاع الصحة تنفيذها تدريجيا قبل نهاية العام 2029 من ضمنها خفض وفيات الأمهات إلى أقل من 140 وفاة لكل مائة ألف ولادة حية وخفض وفيات حديثي الولادة إلى أقل من 12 في الألف؛ كما حددت الخارطة مجموعة أنشطة ذات أولوية في التنفيذ.
ولضمان المتابعة الصارمة لتنفيذ هذه الخارطة، أوضح معالي الوزير أن المرصد الوطني للأمومة الآمنة سيتولى مهمة الإشراف والمتابعة وإعطاء التوجيهات الاستراتيجية بشكل دوري ودائم من أجل التنفيذ السريع للأنشطة المبرمجة وتحقيق الأهداف المرسومة.
من جهته، دعا عمدة بلدية تفرغ زينة السيد الطالب ولد المحجوب، إلى تنسيق الجهود لبلوغ الأهداف الطموحة المبرمجة ضمن خارطة الطريق، مؤكدا أن برنامج فخامة رئيس الجمهورية تتصدره العناية بالصحة العامة حفاظا على حياة المواطنين.
وقال إن الحكومة لن تدخر أي جهد في إطار الرفع من جاهزية القطاع الصحي.
وبدوره بين نائب رئيسة جهة نواكشوط، السيد بيروك محمد الأمين بيروك، أن هذه التظاهرة تعتبر خطوة جادة في سبيل تحسين صحة الأمهات وحديثي الولادة، داعيا الجميع إلى تكاتف الجهود للحد من تلك الظاهرة.
وأضاف أن جهة نواكشوط، مساهمة منها في الجهود الحكومية الرامية إلى توفير تغطية صحية لائقة لكل المواطنين بعموم التراب الوطني وأدوية ذات جودة، قامت بعدة تدخلات في هذا المجال.
من جانبه، أوضح رئيس الجمعية الموريتانية لأخصائي النساء والتوليد، السيد عبدي أحمد بناهي، أن صحة الأمهات وحديثي الولادة، رغم الجهود المبذولة لتحسينها، لا تزال تشكل تحديا، موضحا أن الجمعية تشارك بالتنسيق مع الوزارة في كل ما من شأنه أن يساهم في الحد من وفيات الأمهات وحديثي الولادة.
وأضاف أن من أبرز الأسباب لوفيات الأمهات هو النزيف ما بعد الولادة وتسمم الحمل.
وفي السياق ذاته، قال رئيس الجمعية الموريتانية لأخصائيي الأطفال، السيد إسلم ولد اخليفه، إن نسبة الوفيات لدى الأمهات والأطفال لا يزال مرتفعا بالبلد ويمثل تحديا كبيرا، مبينا أن من أهم الأسباب المؤدية لحالات الوفاة هي الالتهابات والمضاعفات وغير ذلك.
وأوضح أن جمعيته تضع صحة حديثي الولادة في أولويتها، مشيدا بكل الجهود الحكومية التي تم القيام بها في هذا الصدد.
من جهته قال رئيس الجمعية الموريتانية للتخدير والإنعاش للطب والطوارئ، السيد محمد سيد أحمد، إن موريتانيا ملتزمة بتحقيق أهداف التنمية، مبينا أنه حسب معطيات منظمة الصحة العالمية فقد قطع البلد أشواطا هامة في ذلك الاتجاه.
وأضاف أن من ضمن الأسباب المؤدية لحالة الوفاة لدى النساء الحوامل هي النزيف والمضاعفات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، مبينا أن من أهم أسباب وفيات الأطفال، الولادة المبكرة، والالتهابات والمضاعفات المرتبطة بالولادة.
وبدورها شكرت الممثلة المقيمة لمنظمة الصحة العالمية في موريتانيا، السيدة شارلوت افاتي أنجاي، باسم الشركاء الفنيين والماليين، موريتانيا على هذه الخطوة الهامة، معتبرة أن وفيات الأمهات وحديثي الولادة لا تزال تشكل تحديا عالميا، داعية إلى مضاعفة الجهود للحد من الظاهرة.
وتشير إحصائيات وزارة الصحة إلى أن معدل وفيات الأمهات في بلادنا يبلغ 424 لكل مائة ألف ولادة حية سنويا وذلك نتيجة للمضاعفات أثناء مراحل الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة، كما أن معدل وفيات حديثي الولادة لايزال أيضا مرتفعا نسبيا إذ يبلغ 22 في الألف.
كما تشير الدراسات الحديثة أن أهم المضاعفات التي تتسبب في 75% من وفيات الأمهات هي النزيف وارتفاع الضغط والإنتانات والولادات العسيرة.
وحضر الحفل معالي الوزيرة المستشارة برئاسة الجمهورية السيدة عيساتا با يحيى، والأمينة العامة لوزارة الصحة، ووالي نواكشوط الغربية وعدد من أطر وزارة الصحة وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية العاملة بموريتانيا.