
استفادت ولاية اترارزة خلال السنوات الخمس الأخيرة من إنجاز العديد من المشاريع التنموية الهامة وبرامج البنى التحتية التي كان لها الأثر البالغ في تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، والرفع من المستوى المعيشي لسكان الولاية، البالغ عددهم – حسب إحصاء 2013 – نحو 272773 نسمة موزعين على 7 مقاطعات و4 مراكز إدارية تضم 27 بلدية.
ففي المجال الزراعي، تمتلك الولاية مقومات زراعية هي الأكبر في موريتانيا، حيث توفر ما يناهز 90% من حاجيات البلاد من مادة الأرز وكميات معتبرة من الخضروات، مما مكنها من أن تصبح سلة غذاء للوطن، كما تم استصلاح مشروع الشيشة الذي تبلغ مساحته حوالي 374 هكتارا، وإعادة تأهيل مزرعة امبورية (3000 هكتار)، واستصلاح عشرات المشاريع القروية لزراعة الأرز والخضروات.
ومكنت إعادة الاعتبار للشركة الوطنية للتنمية الريفية “صونادير” من استصلاح 3500 هكتار في اركيز، ورفع المساحات الزراعية المستغلة خلال الحملة الصيفية الحالية من طرف التعاونيات الزراعية إلى حدود 10.000 هكتار وذلك نتيجة لقرار فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني القاضي بجدولة ديون القرض الزراعي على التعاونيات الزراعية.
وتم في هذا الإطار استصلاح 650 هكتارا في “جك أمبخ” و710 هكتارات على مستوى مقاطعتي روصو وانتيكان، إضافة إلى إعادة تأهيل مساحات معتبرة لصالح العديد من المشاريع القروية وفك العزلة عن الأراضي الزراعية، فضلا عن تنظيف وتعميق عشرات الكيلومترات من المجاري المائية بصورة منتظمة.
وبحكم موقعها الجغرافي، الممتد على مساحة قدرها 67800 كيلوميتر مربع، فإن ولاية اترارزة تعتبر المصدر الوحيد الذي يزود العاصمة انواكشوط بمياه الشرب (بحيرة اديني، مشروع آفطوط الساحلي).
وتحتوي ولاية اترارزة على كميات كبيرة من الغاز (حقل آحميم المشترك، وحقل بير الله) ما سيمكن من توفير عائدات اقتصادية معتبرة تعود بالنفع على البلد عموما وعلى الساكنة خصوصا. كما توجد في الولاية محميات طبيعية (جاولينغ، اوليكات) اللتان تتميزان بوجود أعداد كبيرة من الطيور ومختلف الحيوانات النادرة.
ويزود منمو ولاية اترارزة مصانع الألبان في العاصمة انواكشوط بما يزيد على 60 طنا من الألبان يوميا، فضلا عن كميات معتبرة من الأسماك يتم اصطيادها من الشواطئ الغنية بالولاية.
وقد انتهت أشغال إنجاز ميناء انجاكو متعدد التخصصات، وتتواصل الأشغال المتعلقة ببناء جسر روصو الذي سيربط افريقيا بأوربا، كما شهدت الولاية مؤخرا تعبيد العديد من الطرق الهامة وبناء العديد من المدارس والملاعب ودور الشباب والمراكز النسوية ورياض الأطفال والنقاط الصحية والبيطرية والتوزيعات النقدية المجانية، واستفادت آلاف الأسر من التأمينات الصحية وتوفير المياه الصالحة للشرب لعاصمة الولاية والعديد من القرى.
وبخصوص قطاع التعليم، تم وضع خطة لتشخيص وضعية القطاع شارك فيها الجميع، خاصة الوزارة والطواقم التربوية وآباء التلاميذ ومختلف الفاعلين، وتم إعداد منصة رقمية للضبط والاستغلال الأمثل للمصادر البشرية مما مكن من متابعة وتسيير الطواقم البشرية من معلمين وأساتذة ومؤطرين، وساهم في رفع نسبة التغطية التربوية بشكل كبير. كما تم بناء وترميم وتجهيز عشرات المنشآت التربوية البالغة 64 ثانوية و414 ابتدائية، وتزويد عدد معتبر منها بالكفالات المدرسية مع الحرص على جودة المواد الغذائية المستخدمة.
وفي المجال الصحي، تم افتتاح وبناء وتوسعة وترميم وتجهيز عشرات النقاط الصحية وتحويل عدد منها إلى مراكز صحية وتوفير أكثر من 15 سيارة إسعاف مجهزة طبيا وموزعة على مقاطعات الولاية لتأمين سلامة المرضى من نقطة نقلهم إلى أقرب مستشفى وعدة سيارات إسعاف مخصصة لحوادث السير على مستوى المحاور الطرقية بالولاية (خط واد الناقة، بوتلميت، ألاك)، (خط انواكشوط، تكند، روصو، بوكى)، وهو إنجاز هام مكن من الرفع من المستوى الصحي على مستوى الولاية، كما تم تجهيز وحدة للتكفل بالمصابين بكوفيد-19 على مستوى مركز الاستطباب الجهوي بروصو مجهزة بالمستلزمات الطبية اللازمة للإنعاش من أوكسجين وغيره، وأخرى بمستشفى حمد بأبي تلميت مع التجهيزات الضرورية لمعالجة المصابين بالوباء في حالة الإنعاش. كما تم تجهيز وحدة أخرى بنفس المركز تضم 4 أسرة للإنعاش، وتوجد بالولاية 116 نقطة صحية و14 مركزا صحيا ومستشفيين أحدهما بروصو والآخر بأبي تلميت.